تاريخ وثقافة اسلامية

ما هي بلاد فارس

  ملامح بلاد فارس

ما هي بلاد فارس

 بلاد فارس هي منطقة تاريخية جغرافية تتضمن جزء كبير من منطقة الشرق الأوسط، وتشمل دول إيران الحالية وبعض الأماكن المجاورة، وجدير بالذكر بأنه قديمًا كانت بلاد الفارس شاملة لكافة أرجاء الإمبراطورية القديمة الفارسية، وهذه الإمبراطورية كانت من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ القديم، وسوف نوضح لكم كافة المعلومات المتعلقة ببلاد فارس عبر مقالنا هذا.

 بلاد فارس 

الإمبراطورية الفارسية أو المعروفة ببلاد فارس هي التسمية القديمة لدولة إيران، وتتضمن كافة البيئات الاجتماعية والاقتصادية والخصائص الجغرافية لها، ويعود أصل الإمبراطورية الفارسية إلى الأفراد المهاجرين الذين كانوا يتحدثون باللغة الإيرانية ووصلوا إلى بلاد فارس خلال عام 1500 قبل الميلاد.

 وجدير بالذكر بأن هؤلاء المهاجرين ينتمون إلى القبائل القوقازية التي قامت بالرحيل إلى الهضبة الإيرانية، وعندما وصلت إلى هذه المناطق كانت حريصة على الانسجام والتفاعل مع الشعوب التي المتواجدة بها، واستمرت بلاد فارس في تسميتها بذلك الاسم حتى سنة 1935 ميلادية، وبعد ذلك قرر الشاه رضا بهلوي تغيير اسم بلاد فارس إلى مملكة إيران، أما بالنسبة لكلمة إيران فتم اشتقاقها من الآريين الذين وصلوا إلى الجهات الغربية من بلاد فارس في سنة 2000 قبل الميلاد أثناء مدة حكم الآشوريين الذين ساعدوا في تأسيس الإمبراطورية الفارسية.

  ملامح بلاد فارس

 تمتد ملامح بلاد فارس القديمة لتشمل أراضي واسعة أكبر من المشمولة في دولة إيران في الوقت الراهن، كما أنها تشمل الكثير من الدول والمناطق والشعوب وامتد اشتمالها إلى الأراضي المصرية، وتعتبر مساحة دولة إيران الجغرافية كبيرة جداً بالمقارنة بالدول الأخرى، لأنها تتضمن الكثير من التضاريس الجغرافية فهي تحتوي على سلاسل جبلية ضخمة ومهمة وأهمها سلاسل جبال البرز التي تقع في الجهة الشمالية لدولة إيران وتمتد من الجهة الشمالية الغربية للقوقاز لتصل إلى الجهة الشرقية لخراسان، وجبال الزاجروس التي تمتد من الجهة الغربية لدولة إيران حتى الجهة الجنوبية الشرقية، وتشتمل بلاد فارس على الكثير من المساحات الصحراوية الضخمة وهي صحراء  كوير وصحاري لوط  الموجودتان في الجهة الشرقية لدولة إيران وكلا الصحراويين لا تصلحان للمعيشة.

 تاريخ تأسيس بلاد فارس

يرجع أصل تأسيس بلاد فارس والمعروفة بدولة إيران حالياً إلى الملك كورش الثاني، واحتل ذلك الملك عاصمة الميديين والمشهورة باسم إكبتانا فكان احتلال الملك لميديا هو أول خطوة تجاه تأسيس بلاد فارس.

 تاريخ تأسيس بلاد فارس
تاريخ تأسيس بلاد فارس

وقام بخوض الكثير من الحروب الأخرى وتكوين تحالف مع الكثير من الملوك والحكام، وبعدما انتهى حكم الملك كورش الثاني، قام ابنه بحكم بلاد فارس وضم لها جمهورية مصر العربية، وذلك تسبب في حدوث الكثير من الصراعات والمشاكل التي أدت إلى قتله ليقوم ملك آخر بالحكم من بعده والسيطرة على الإمبراطورية الفارسية بشكل كامل.

وقام بتقسيم الإمبراطورية إلى 20 مقاطعة كل واحدة ساهمت في تكوين وتطوير بلاد فارس، وقام ذلك الملك بتوفير الحماية للمال العام للدولة عن طريق فرضه لمجموعة من الضرائب التي يتم استعمالها خلال عملية بناء الطرق والأسلحة البحرية وتزويد الأموال للعمليات المتخصصة ودعم النفقات العمل وعمليات التنقيب لاستخراج المعادن المختلفة وعمليات الري المائي وغير ذلك من الأنشطة المختلفة.

 وحرص الملك أثناء فترة حكمه على مد الكثير من الطرق الخاصة ببلاد فارس، ويصل امتداد هذه الطرق إلى حوالي 3200 كم، وذلك لتعزيز التواصل بين أماكن الإمبراطورية المختلفة من خلال الاعتماد على الخيول والرجال خلال نقل الرسائل أو حمل المستندات بين المقاطعات، وتلك الفكرة ساعدت في انتقال الرسائل بطريقة سريعة وكانت اللغة الآرامية هي اللغة المستخدمة في كتابة كافة الرسائل المنقولة بين هذه المناطق.

وشهدت هذه اللغة الانتشار الكبير في دول بابل وآشور، ووصلت إلى الكثير من الأماكن والمناطق كما اهتم دايورث ببناء وتكوين البيئات الإدارية للإمبراطورية الفارسية وحرص على نقل عاصمة الإمبراطورية الفارسية لمدينة سوسا،

كما قام ببناء قاعات وقصور مخصصة للأشخاص، وبمرور الوقت اشتهرت الإمبراطورية الفارسية بانتشار حرفة الصناعة اليدوية للسجاد وأصبحت السجادة هي بمثابة التحفة والعمل الفني الذي يمتلكه الشخص.

وجدير بالذكر بأن أمر تعدد الزوجات في بلاد الفرس كان عادياً.

العمارة في الإمبراطورية الفارسية

 تتسم بلاد فارس بنوع مخصص من العمارة والذي تأثر بالكثير من العوامل النظرية والأساسية وهذه العوامل أهمها التالي:

 العوامل الأساسية

 تأثرت العمارة في بلاد فارس بمجموعة من العوامل الأساسية والتي تتمثل في التالي:

  •  العوامل الإنسانية، وهي العوامل التي توضح تقديس بلاد فارس لمكونات الطبيعة والقوى التي تحيط مثل الشمس والمياه والنيران، ولم يعثر على أي اهتمام ببناء العمارة الدينية في بلاد فارس فطقوس العبادة لديهم كانت معتمدة على تسلق الجبال.
  •  العوامل البيئية، وهذه العوامل تتعلق بالطقس وطبيعة المناخ الخاص بالإمبراطورية الفارسية وآثر ذلك المناخ على نوع العمارة وتصميمها في خلال فصل الشتاء، حيث كانوا يقومون ببناء المباني المتناسبة مع درجة  البرودة الشديدة وخلال فصل الصيف يتم إنشاء المباني المتناسبة مع درجة الحرارة المرتفعة جداً.
  •  العوامل التقنية، وهي المتعلقة بالصناعة حيث لم يهتم الفرس بمجال الصناعة إطلاقاً وكافة أمور حياتهم كانت تعتمد على الحرف اليدوية.
    العمارة في الإمبراطورية الفارسية
    العمارة في الإمبراطورية الفارسية

 الجوانب النظرية

 تتسم عمارة بلاد فارس بالكثير من الجوانب النظرية، وهذه الجوانب أبرزها التالي:

  •  الوظيفة، حيث تتميز العمارة الفارسية عن غيرها بالوظيفة فعندما تم بناء القصور الضخمة كانت تتميز عن قصور حضارة بلاد ما بين النهرين، حيث كانت القصور الفارسية تحتوي على الكثير من المكونات والعناصر التي تساعد في استعماله كمنطقة للسكن بالإضافة لاستخدامه كمنطقة للحكم.
  •  المتانة والقوة، وذلك من خلال استعمال العمارة الفارسية لبعض المواد ذات الطبيعة القوية والمتينة مثل الحجارة والتي بقيت آثارها حتى الآن.

غزو المسلمين لفارس

 تعتبر معركة القادسية هي من أهم المعارك التي دارت بين المسلمين والإمبراطورية الفارسية، وانتهت نتائج المعركة بانتصار المسلمين ومقتل قائد الإمبراطورية الفارسية رستم، ووقعت هذه المعركة أثناء الفترة ما بين 16 – 19 من شهر نوفمبر لعام 636 ميلادية،

وهي من أشهر معارك الفتح الإسلامي لبلاد فارس وحدث الصدام العسكري بين المسلمين والشعوب الفارسية في جبهة الدولة العراق أثناء خلافة أبي بكر الصديق ومع بداية تولي عمر بن الخطاب للحكم، وتم تسمية تلك المعركة باسم القادسية بسبب وقوعها في دولة العراق بالأخص في منطقة القادسية.

غزو المسلمين لفارس
غزو المسلمين لفارس

وقد حدثت الكثير من المفاوضات بين الشعوب الفارسية والمسلمين، لكن تلك المفاوضات كانت جميعها فاشلة ولم تحقق الأهداف الإسلامية،

فقام رستم بعبور بالجيش الفارسي لنهر العتيق ونزل يحارب المسلمين في معسكر الجيشين الواقع ما بين الخندق والعتيق.

على الجانب الآخر كان سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين يستعد لمواجهة الفرس،

وأمر انتصار المسلمين خلال معركة القادسية هو كان البداية للانتصارات العظيمة للشعوب الإسلامية في هذه المنطقة فبعدها تم فتح المدائن.

 

وفي الختام،

فقد تم عرض كافة المعلومات المتعلقة ببلاد فارس والعمارة في هذه البلاد وسبب تسميتها بذلك الاسم، حيث تتسم الشعوب الفارسية بالعزيمة والشجاعة والكثير من الصفات الأخرى وكانت الشعوب الفارسية تتحاشى الذل كما يتميزون بكرمهم الشديد لضيوفهم لكن الفرس كان ينقصهم ضبط النفس سواء في الضراء والسراء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى